طارق الحبيب – عين اليوم
تعتبر أفكار الإنسان هي المحدد الرئيسي لانفعالاته ومشاعره وطريقة تعامله مع الآخرين والأحداث المحيطة به، ولا يمكن أن نغفل بحال من الأحوال على أن الإنسان هو ما يفكر به، بمعنى أن الاشياء تكتسب معناها من أفكار الفرد عنها وهذا هو مايفسر تباين آراء الناس فى المواقف المتشابهة، فالتفكير الناضج لا ينطلق من قوة الرأي أو صرامته وإنما هو القدرة التي يدير بها الشخص المواقف والانفعالات المتغيرة والمتجددة حسب مقتضيات وخصوصية كل موقف وحدث، وكذلك تطبيق المرونة واحترام رأي الآخرين، ويعاني الكثير من الناس عندما يتعرض من الآخرين لتقييم اندفاعي متسرع، كما يعاني كثيرا ذلك الشخص الذي يقفز للاستنتاجات دون إلمام كاف ومعرفة شاملة بحقيقة المواقف.
ويعتبر الاستنتاج العشوائي أحد اشكال التشويه المعرفي الذي يتسبب في سيطرة مشاعر الحزن والتوتر على الشخص، حيث يتم ادراك المواقف إدراكا يتوافق مع شكوك الفرد وانخفاض مستوى ثقته بالناس والحياة عموما، كما يعكس ضعفا حقيقيا في إدارة الانفعال وسطحية التقييم الفردي للأحداث وبساطة فى عمليات التفكير، الأمر الذي يجعل الفرد عرضة للأخطاء نتجية التسرع الذي يفتقد تقدير العواقب تقديرا موضوعيا، ويعكس الاستنتاج العشوائي.
اقرأ أيضا: الوهابي: هل كان غازي القصيبي وزير فاشل؟
ضعفا في البصيرة إضافة إلى شخصية تتسم بالاحباط والحزن وعدم القدرة على تحمل الضغوط والضجر دون أسباب واضحة.
ان تعرض الفرد لمواقف متكررة أشعرته بالانكسار دون معالجتها بشكل عقلاني فوري أحد أهم مسببات اتخاذ البعض منحى الاستنتاج العشوائي فى طريقة تفكيره وتفسيره للمواقف، كما يعكس الاستنتاج العشوائي مفهوماً منخفضاً عن الذات وخوفها من تأجيل ردود الأفعال كي لا تخسر مكاسب وهمية افتراضية ربما تحصل عليها، فشعور الفرد بالحزن يعزز في ذاته الشعور بالملل، وبالتالي يفقده القدرة على الاستمرار فى أي نشاط أو سلوك مما يدفعه لإنهاء المواقف بشكل صارم قطعي دون الالتفات لصحة ردة فعله من عدمه، وبذلك ينخرط فى ممارسات خاطئة مركبة غير منتهية من حزن وتوتر وغضب وأفعال تتشكل من مشاعر خاطئة وعواقب متصاعدة.
إن الاستمتاع بالقدرة على تأجيل ردود الأفعال لحين مناسبتها وحاجاتها واهميتها يحقق للفرد درجة عالية من الرضا عن ذاته ويحقق