علي العلياني: بأي ذنبٍ قتلت ياعزام؟!

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

علي العلياني

 

عندما سقط جساس عند قدمي الزير سالم بعد معركة دامية، كان أبوليلى في تلك اللحظة يملك أكثر من قرار، قتل جساس أو إطلاق سراحه والعفو عنه، غير أن جساس كان أكثر شجاعة، إذ قال “افعلها وخلصني” بمعنى اقتلني فوراً، لم يكن يحتمل مرارة الترجي أو ألم انتظار المصير، لذلك أقول لوزير التعليم الدكتور عزام الدخيل، إن كانت لديك رغبة في القضاء على مشروع الابتعاث، فافعلها يا عزام وخلصهم.

 

منذ أن تولى الدخيل وزارة التعليم، بدأ في التضييق على المبتعثين والراغبين في الابتعاث، ولا أعلم لمصلحة من يفعل ذلك، تعدى الأمر إلى قتل أحلام الدارسين على حسابهم الخاص، الطامحين في الانضمام للبعثة، حتى تحول عدد غير قليل منهم إلى متسولين في تلك البلدان، والبعض منهم خسر وذويه كل مالديهم من المال، وعاد منكسراً في منتصف حلمٍ أدى ما عاليه تجاهه، وقوبل بالخذلان من الوزير والوزارة.

اقرأ أيضا: أحمد العرفج: المرأة و التيارات !

الدارسون على حسابهم الخاص ضحايا، لتغيير الأنظمة دون سابق إنذار، فهم ذهبوا إلى بلدان الابتعاث وهم يعلمون أن الضم للبعثة، يتم خلال أربعة أشهر كحد أقصى، مايعني أنهم رسموا ميزانيتهم على هذا الأساس، ليس ذنب هؤلاء أن يقرّر الوزير فجأة، تغيير طريقة الانضمام للبعثة، وينفي ذلك إعلامياً، متجاهلا معاناة السعوديين الدارسين على حسابهم، في كل أنحاء العالم.

 

زاد الغضب والألم عند هؤلاء الدارسين، حتى جاء الأمر الملكي الكريم، بضم الدارسين على حسابهم الخاص في الولايات المتحدة الأمريكية، في تلك الليلة غزا الفرح والسعادة 12 ألف طالب وطالبة، لكن ذلك لم يدم طويلاً، غرد عزام الدخيل قائلا “#تهنئة_للمبتعثين_في_أمريكا ممن بدأوا الدراسة الأكاديمية بالإلحاق بالبعثة، وتهنئة للدارسين بمرحلة اللغة بتغطية تكاليف فصلين دراسيين”.

 

ماذا يعني هذا؟، يعني تفريغ الأمر الملكي الكريم من مضمونه، فالأمر كان واضحاً حاسماً، لا يحتاج للتفسير أو التأويل، فبدل أن يستفيد 12 ألف طالب وطالبه من الأمر ،تقلص المستفيدين إلى ما يقارب 500 طالب وطالبه، أما النسبة الأكثر من الدارسين على حسابهم فسيدفع لهم رسوم فصلين دراسية، يعني لا رواتب ولا تأمين طبي، وبعد ذلك يواجهون مصير العودة للمربع الأول.

اللافت والمثير للدهشة والغضب في آن، أن الوزير بعد أن فعل فعلته أقصد قراره أعاد تغريدة لوكالة الأنباء السعودية تقول “وزير التعليم يرفع شكره لخادم الحرمين الشريفين على قرار ضم 12000 من الطلبة والطالبات السعوديين الدارسين على حسابهم في الولايات المتحدة. #واس “.

 

أداء معالي الوزير وتغريداته في هذه القضية، يذكرني بالمثل القائل “يقتل القتيل ويمشي في جنازته” وأنا أقول “بأي ذنبٍ قُتلت” ياعزام؟؟

 

أنا مع الوزير في حصر البعثة أو الانضمام لها في الجامعات المهمة ذات التصنيف العالي والمميز فقط، أنا مع كل شرط ينتج مخرجات أفضل، لكني ضد قتل أحلام الطامحين، ضد اغتيال أهم مشروع فكري وتنموي في تاريخ المملكة العربية السعودية.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً