أحمد العرفج – عين اليوم
عندما يصف أحد الغربيين “العرب والمسلمين” كافة بأنهم “إرهابيون”، و”دعاة عنف”، نغضب، ونشتعل حنقاً واشمئزازاً من قوله وحديثه، قائلين: (تباً له، لقد وضع البيض كله في سلة واحدة).
ولكن -وما بعد لكن “لاذع” أحياناً- هل نحن نرد التحية بمثلها، أو بأسوأ منها؟.
بمعنى من المعاني الواسعة، هل نحن نُقيِّم الغرب من خلال تصرفات أفراد، لنُكبِّر الصورة، ونجعل حادثة ما، أو بيضة ما، عامة، تشمل كل الحوادث والبيض، لنصل -في النهاية- إلى رسم صورة واحدة تقول: (إن الغرب طائفة واحدة)، وإن تعددت الأشكال، فالجرم واحد، كما أن (الكفر ملّة واحدة)، وإن تنوعت السُّبل، وتشعّبت الظلال.
القرآن الكريم بآياته الواضحات المحكمات، يشير بنصوصٍ صريحة، إلى أن أهل الكتاب ليسوا سواء، وأنهم فئات ومذاهب، وأنصار وحواريون، وكل حزب بما لديهم فرحون.
اقرأ أيضا: فوزيه الحربي: موظفو الدولة المتعاونون يناشدونك سيدي
ومع ذلك نُصرُّ -بجهلٍ عريض- على أن الكفر ملّة واحدة، ومع الأسف أن هذه النظرة تنطلق من بعض طلبة العلم قبل تاركيه وغير طالبيه.
وتتعجّب عندما تسمع أحد طالبي العلم، أو بعض من جعلوا أنفسهم “مشائخ” يتحدَّث عن الغرب، ويصف تردّيه وانحطاطه.. يتحدّث وكأنه جالس مع عجائز الحي، ودراويش الحارة.. يُلقي الكلام بلا حسيب أو رقيب، لا يلوى على شيء إلا الاستهتار والسخرية.. وقد تتعجّب أكثر حين تعلم أن هذا المتحدث لم يغادر قريته أو حارته، أو حلقته التي جلب منها العلم.
في النهاية أقول: إذا أردنا الغرب أن يترك التعميم، ولا يضع كل المسلمين في سلة “الإرهاب”، فيجب علينا -أولاً- ألا نضعهم جميعاً في سلة معاداة المسلمين والتآمر عليهم، وإلا أصبحنا كالجمل الذي يُعيِّر الأحدب بظهره، وينسى أنه أكثر إحدداباً من غيره.