أحمد العرفج: الرياء السعودي!

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

الكاتب الصحفي السعودي أحمد العرفج، يكتب اليوم لصحيفة عين اليوم مقاله جديده بعنوان الرياء السعودي، أحمد العرفج هو كاتب سعودي ساخر من مواليد مدينة بريدة في المملكة العربية السعودية، في عام 2018 صدر أمر  بتعيينه عضو في مجلس أمناء الملك عبد العزيز للحوار الوطني

إن المتدبِّر لأمر أكثر فئات المجتمع السعودي والمراقب لسلوكياتها وتصرفاتها؛ يجد أنها صارت مرائية بامتياز، وتُمارس النفاق، وتُجيد التمثيل وتُنجزه خير إنجاز.

خذ مثلًا: تجد واعظًا يدعو إلى التواضع، ولكنه لا يتنازل للرد على مَن يُخاطبه؛ أو مَن يتواصل معه.

 

وتسمع داعيًا يتحدَّث باحتقار عن ما يُسمَّى “تكافؤ النسب” وينبذ من يمارسونه ولكنه في مشوار حياته وفي تصرفه الفعلي يُطبِّق هذا المبدأ بحذافيره.

 

أيضًا تجد ناقدًا يرفع شعارًا عظيمًا يقول فيه: أنا أتقبَّل الرأي والرأي الآخر، وهو في الحقيقة لا يتقبَّل إلا الرأي الذي يعجبه.

 

وكذلك تسمع مسؤولًا يُشجِّع على العمل اليدوي ويُؤيِّده، ولكنه لا يرضى لابنه أن يعمل في الأعمال اليدوية.

 

وتجد لاعبًا يقول: أنا أحترم الحَكَم وقراراته، ولكن الحَكَم في هذه المباراة لم يكن عادلًا.

 

وأكثر من ذلك؛ تسمع امرأة تقول: أنا لستُ حريصة على الذهاب إلى المناسبات وحفلات الزواج، وهي في كل ليلة إمَّا أن تكون في مناسبة، أو زواج.

 

وكذلك تجد أستاذًا للقانون يقول: أنا من دعاة تطبيق القانون وسيادته، ولكنه مع الأسف –في الخفاء- هو أول الخارقين له، ويبحث عن “الواسطة” في إنجاز كل أعماله.

 

وأيضا تسمع رجلًا يتشدَّق قائلًا: أنا أحترم المرأة وأحرص على حقوقها، هذا أمام الناس، أما في المنزل؛ فهو يجلد زوجته ويضرب ابنته، ويقمع كل صوت أنثوي يقع تحت سلطته.

 

وإذا كنتَ من مرتادي العيادات الطبية والمستوصفات الصحية -عافانا الله وإياكم- فإنك تجد طبيبًا يملأ عيادته بالملصقات والمنشورات؛ التي تتحدَّث عن أضرار التدخين، ومع هذا تفوح من غرفته -ومن فمه- روائح السجائر الكريهة؛ التي تكتم الصدر، وتُضيِّق الشُّعَب الهوائية، والشُّعَب المرجانية، و”الشُّعَب اللي ما أدري وش هي”.

 

في النهاية أقول: لماذا صار مجتمعنا –إلا مَن رحم الله- مُشوَّهًا لهذه الدرجة؟ حيث نعتقد عكس ما نقول، ونقول عكس الذي نفعل..و نفعل عكس ما نعتقد.. حتى أنا –يا للحسرة- بسبب احتكاكي مع الناس، صِرت مُمثِّلًا مثلهم.. لأنني أُتَاجر بجملة “أنا يتيم”، مع أنني ميسور الحال.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً