الوهابي: هل كان غازي القصيبي وزير فاشل؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

سعيد الوهابي

مؤخراً نشرت الزميلة عضوة الشورى لطيفة الشعلان ـ زمالة صحافة وليس في عضوية الشورى بعد ـ مقالاً في صحيفة الحياة عن اتصال غازي القصيبي بها في العام 2006، تقول الأستاذة لطيفة أن القصيبي تحدث معها بحرقة عن أنه ـ القصيبي ـ وقع آنذاك قرار تأجيل توظيف النساء في محلات المستلزمات النسائية إلى أجل غير مسمى وكأنه يتجرع السم.. انتهى الاتصال لكن لم يتجرأ أحد حتى الآن على القول أن الوزير القصيبي فشل طوال 6 سنوات في وزارة العمل.

نسمع دوماً عبارة أن مشكلتنا نحن العرب أننا عاطفيون بزيادة، نعم نحن كذلك فحين نقيم اداء الوزير غازي فعلينا أن نتخلص من كل الطبقات المتراكمة حوله، الوزير الدكتور الأستاذ الجامعي والروائي والكاتب وصديق المثقفين والسفير اللندني والساخر صديق الملوك والمعارضة المهتم بالتنمية والتقدم والشعر والأدب والتاريخ والاقتصاد والصحة والكهرباء والمياه.. إلخ.

اقرأ أيضا: أحمد العرفج: أهمية وجود الكاتب الرديء

بموضوعية وبعيداً عن العاطفة فإن حكمي على غازي القصيبي هو خلال فترة تسلمه وزارة العمل منذ العام 2004 إلى العام 2010 فقط، بحسب نائبه الدكتور عبدالواحد الحميد فإن الشيء الوحيد الذي انجزه القصيبي خلال هذه السنوات هي صياغة استراتيجية التوظيف السعودية، بقية الوقت كان يضيع في محاربات غير منتجة وغير مفيدة مع رجال الأعمال ومع المحافظين، القصيبي فشل في تطبيق قرار سعودة سيارات الأجرة مثلاً، وفشل في تطبيق قرار تأنيث محلات المستلزمات النسائية، فشل القصيبي في حصر أعداد العاطلين، وفي ابتكار برنامج لمعالجة البطالة، فشل في تدريب العاطلين وفي إشراك القطاع الخاص، وفشل في تسهيل الخدمات الإلكترونية للوزارة أو حتى في تدريب العاملين في وزارته.

من جاء بعد القصيبي وهو الأستاذ عادل فقيه نجح في تمرير وتطبيق قرارات توظيف المرأة وتمكينها، نجح في رفع معدلات التوظيف والحد من التأشيرات بطريقة عملية عبر برنامج نطاقات، ونجح ولأول مرة في تاريخ السعودية في حصر أعداد العاطلين والعاطلات وتحفيزهم للحصول على وظائف، ونجح في تغيير هوية مكاتب العمل وجدية موظفيها وسهولة خدماتها الإلكترونية.

البعض قد يقول أن المجتمع تغير من زمن القصيبي إلى فقيه، وهذا غير صحيح لأن معطيات السياسة والمجتمع هي نفسها لم تتغير في وقت وجيز، ولأن الوزير الذي جاء بعد عادل فقيه في العمل تراجع عن بعض قرارات تمكين المرأة لأسباب شخصية / اجتماعية، نعم الضغط الاجتماعي يغير ويؤثر وقد يؤدي إلى تجرع السم والفشل مثلما حدث مع القصيبي أو إلى تحوله لحافز نحو انتاج شيء يستحق الاهتمام والتصفيق.

قد يكون المرحوم غازي القصيبي مستشار ممتاز ولكنه تنفيذي أقل من المستوى المطلوب.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً