بثينه النصر: كل فكرة هي مستحيلة .. حتى نراها واقعاً..! “

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

بثينه النصر: كل فكرة هي مستحيلة .. حتى نراها واقعاً..! “

عنوان المقال هي مقولة لزعيم كتّاب الخيال العلمي الأمريكي روبرت هنلين.

 

الخيال العلمي يعني أن يُكتب عمل خيالي لكنه مبنيُّ على صيغة علمية قد تكون لم تثبت بعد على أرض الواقع.

 

الإنسان بطبيعة الحال ينكر ما يمكن أن يكون واقعاً لمجرّد أنه جديد لم يتجلّى واقعاً بعد..!

 

و كم أنكر النّاس كثيراً من الأمور التي أًصبحت واقعاً لكنّهم لم يلمسوها بعد و لم يعايشوها.

 

يذكر الدكتور علي الوردي حكاية عن جدّه، حين كان يسمع عن طائرات تحمل الناس والبضائع و تطير على رؤوس الناس وبيوتهم، كان يسخر و يقول.. “هذه خشبة، سأرميها في السماء و أنظر إن طارت… فكيف بالحديد؟”

يذكر الدكتور علي الوردي أن جدّه، يطالع السّماء بعد وصل أتون الحرب العالميّة الثّانية العراق، ورأى الحديد يطير..!

 

كان قد آثر الصّمت وهجر الجدال….

 

فالصّمت في حرم فلسفة المعرفة حق.

 

هل نذكر الراديو و التلفزيون و أطباق الأقمار الصناعية و الهاتف و البلوتوث و ما شابه؟

 

اليوم، التقنية والتّقدم العلمي والصّناعي أصبحت كلّها كما لا يمكن تخيّله و تصديقه لكنها في نفس الوقت فرضت نفسها بقوّة مهيبة.

اقرأ أيضا: الوهابي: هل كان غازي القصيبي وزير فاشل؟

مقولة روبرت هينلين تشير إلى جانب آخر يبعث على الثقة والقوة. يقول روبرت: “أنّ كلّ شيء كان مستحيلاً، و لا يقوى عليه إلا من يريد أن يصطدم بالمستحيل ويتحدّاه.”

 

العلماء و المخترعون و الشّجعان ممن يستمتعون بالتّحدي، يصنعون كلّ الظّروف والفرص من أجل أن يثنوا هذا المستحيل و يطوّعونه لما يريدون.

 

…هذا الإنسان تسيّد العالم و حكمه و ألِف الحيوان والطبيعة بهذه الطريقة.

 

ربما علّمتنا آخر مائة سنة مرت علينا الكثير. علّمتنا الثّقة في ذكائنا و قدراتنا على التّحدي و صناعة الحلول وعلاج المشكلات والإختراع. و علمتنا أيضاً أن نحترم الطبيعة و بني الإنسان من شتّى شعوب الأرض و الحيوان و أن نتواضع و نحاول الحفاظ على ما لدينا من موارد و شعوب و حضارات و ثقافات بدل أن نتهور ونخسر ما لا يمكن أن يعود بعد أن أهدر و دمّر…

 

…”شمعتي يا شمعتي، أستحضر من ضيّك دفئا يخفّف وطأة صقيع أوصال غربتي، وميضا تنتعش به مكوّنات روحي، وهجا لآمال يستبشر بها غدي، دربا تستنير فيه خطى أمنيتي.”

 

فلتتفتح العقول، و تتوسّع المدارك ولنشهد أهلنا متقّبّلين للخيال المحتمل أن يكون واقعاً غدا، كما كان ما قبله خيالاً بالأمس، فبات واقعاً مقبولاً وعادياً اليوم.

 

ولنشهد أجيالا تستغلّ هذه الإمكانيات والواقع والتّقنيات في ما يخدمهم ويطورهم ويغنيهم بدل أن تكون هذه النّعم هدراً و ضياعاً و مجرّد تسلية و تقضية للوقت دون أيّ تقدّم وبناء..

 

يجب أن نواصل المسير قدما وإلّا سننقرض غير مأسوف علينا !

‫0 تعليق

اترك تعليقاً