محمد العمر
منهج العصبة المتلبسين رداء العصمة، الرافضين مبدأ المنهجية الوسطية في اسقاط تعاليم الدين، المتخذين غطاءً مشوَّهاً باسم الاصلاح المجتمعي، إنما هم ضالعين في اختلاق الازمات وافتعال المناحات والفوضى، ويتعاملون مع نمط الحياة بشراسة.

من المضحك والمبكي في ذات الوقت، أن نلمس من “المثليين” داخل مجتمعنا على صعيد الجنسين من الشباب والبنات، اقلاعهم عن هذا السلوك مجرد خروجهم للابتعاث، بل ونجد أن ذويهم يسارعون بإلحاقهم في هذا البرنامج لمجرد ملاحظتهم، والشواهد على ذلك كثيرة.
هنا ينبغي علينا الاعتراف أن هناك مشكلة تقبع في عمق المجتمع، وفي نظري وأنا مسؤول عما أؤمن به، أن لأولئك العصبة، اليد الطولى في خلق تلك الازمات النفسية، بسبب الخطاب الديني، وأعني بذلك الخطاب المتشدد.
فعلى سبيل المثال، حالات ما يسمى بالإلحاد في مجتمعنا، هي في واقع قناعتي، لا يُعتبر إلحاداً مقصوداً أو شبهاً لذلك الموقف الفكري المعني بذاته، لكي نطلقه على المعنيين به بيننا، بل هو نوع من ردَّات الفعل تجاه ممارسات النظام الاجتماعي والاسري الكابت، والذي يُحفز البعض على الرفض والجُرأة في إظهار الغضب، فهو أقرب لأن يكون مشكلة نفسية مراهقة أو تراكمات تحتاج لتشخيص وعلاج طبي.
يحاول أولئك العصبة اتهام المناهضين لهم في المنهج والفكر، بعلاقتهم في تصدير الإلحاد، وأنهم أداة من أدوات الانتفاضة والجُرأة في التصرفات الغريبة التي ينهجها البعض.
غالب المجتمعات المسلمة في البلدان التي اعتَبَر سكانها الدين سمة وليس أداة تسلط، يَقِل لديهم الإلحاد وبعض التصرفات المنحرفة الأخرى، مقارنة بتلك المجتمعات التي يهيمن عليها فرض الانغلاق الفكري الممنهج من قِبَل أولئك العصبة.
الخلاصة: عندما نريد القضاء على التطرف الفكري والفطري، يجب أن ندرس الحالة قبل أن نُلحق عليها أصل التهمة، حتى يتسنى لنا علاج القضية من جذورها، فعندما أدركنا سبب التطرف الديني، وسعينا ولا زلنا لخلاص المجتمع منه، سندرك لاحقاً تنامي ارتقاء البعض تجاه تعاطيه مع الدين والحياة.