محمد بن محمد الحربي: 9 أسئلة لتقييم جودة تدريسك !
التدريس أشرف مهنة يمكن أن يقوم بها شخص في هذا العالم ، وهي في الحقيقة رسالة وليست مجرد مهنة، وكثيرون يدركون هذه المسلّمة ويعونها جيدا لكن قلة من المعلمين والمعلمات في المدارس وكذلك أعضاء هيئة التدريس في الجامعات يحرصون على تقيم أدائهم التدريسي ذاتياً ، أو بالاستفادة من التغذية الراجعة feedback التي يمكن الحصول عليها من خلال أساليب التقييم الأخرى؛ كتقويم الأقران وتقويم الطلبة لأساتذتهم ، وغيرها من الأساليب المتقدمة لتقويم الأداء .
وفي ذات السياق يؤكد الدكتور بول موس Paul Moss أستاذ التعليم والقيادة في مقالة له بعنوان Have You Seen Yourself Teach Lately? على ضرورة اهتمام الأساتذة والمعلمين بالتغذية الراجعة التي يقدّمها الطلبة والأخذ بملحوظاتهم لمراقبة مهارتهم التدريسية وصولاً إلى تحقيق التعليم الفعّال ، بحيث يصبح كل من المعلم والأستاذ على دراية بنقاط القوة والضعف في أدائه ومهاراته التدريسية ، وذلك بطرح تسعة تساؤلات يستطيع من خلالها الحكم على مستوى ما قدمه لطلبته طوال مدة تدريسه لهم ؛ ويمكن إيجاز هذه الأسئلة في ما يلي :
ما مقدار إسهامي في تشكيل ثقافة التعلم الذاتي لدى الطالب؟
ما مستوى جودة المهارات التي استطعت اكسابها للطلبة؟
إلى أي مدى أسهم تدريسي في فتح مدارك الطلبة للتعامل مع أسئلة التقويم المختلفة؟
كم مرة ساعدت فيها الطلبة للعثور على إجابات الأسئلة بالاعتماد على أنفسهم؟
كم مرة سمحت للطلبة بالدخول في تحدي مع أنفسهم قبل أن أتدخل ؟
كيف يمكنني استثمار وقت الانتظار خلال الحصص والمحاضرات بشكل فعال؟
هل لديّ الامكانات الجيدة لدعم التحول نحو التعلّم الفعّال ؟
كيف يمكنني ربط الهدف التعليمي مع المهام المحددة مسبقاً ؟
ما مستوى قدرتي على تحفيز فضول الطلبة حول التعلم وربط المواضيع الدراسية التي يتم التركيز عليها بما يجري في الواقع ؟
وكما يذكر الدكتور Moss ؛ فقد أسهمت هذه التساؤلات في تحسين مستوى أدائه ومهاراته التدريسية بعد أن اعتمد عليها كوسيلة لتقييم أدائه ذاتياً، واكتشف في نفس الوقت افتقاره لهذه الاعتبارات بشكل مقلق ، وهو ما دفعه للتأكيد على أهميتها كمثل عليا يحتاج المعلمون والأساتذة لتطبيقها في حياتهم المهنية باعتبارها تجربة ثرية وإيجابية .
إنّ هذه الاعتبارات المثالية يمكن أن تشكّل استراتيجية لا غنى عنها لتقويم الأداء التدريسي والمهاري للمعلمين والمعلمات وأعضاء هيئة التدريس في المدارس والجامعات على حد سواء ، كونها توفر معلومات مهمة ودلالات متجددة ذات مغزى ، وتعمل على تحسين الأداء ، وتجويد المخرجات التعليمية، وصولاً إلى تحقيق الغايات والأهداف التربوية والتعليمية المأمولة على مستوى الفرد والمجتمع.
* كلمة أخيرة:
بعيداً عن المجاملات والمصالح الشخصية ؛ فإنّ أفضل وسيلة للحكم على مستوى المهارات التدريسية لدى المعلمين والمعلمات وأعضاء هيئة التدريس، هي ما يمكن الحصول عليه من خلال تقويم الطلبة لمعلميهم وأساتذتهم !