هذا العنوان لست أنا من كتبه، بل هو عنوان خبر صحفي تم نشره عام ٧٢ ميلادي بصحيفة الجزيرة على لسان الفنان العملاق عبدالله محمد صاحب الألحان الخالدة (يا صاحبي، سويعات الأصيل، أسمر عبر، لنا الله) ومئات الألحان الأخرى التي لا تقل عنها روعة. يقول عبدالله محمد أن حقيقة نسب الفنان المعروف محمد عبده ألحان عمر كدرس لنفسه هي حقيقة يعرفها كل المنتمين للوسط الفني السعودي، وعنّي شخصياً سمعتها بلسان الكثيرين أولهم الموسيقار سراج عمر وآخرهم الفنان المؤرّخ جميل محمود الذي ذكر أنه سمع لحن (الرسايل) ذات يوم من عمر كدرس وهم في الطائرة ليتفاجأ بعد ذلك بالأغنية موثقة بصوت وألحان محمد عبده. الجميع يقول هذا في الوسط الفني الحجازي لكنه من الأمور المسكوت عنها إعلامياً مجاملة من الصحفيين لمحمد كما يبدو، أما السبب الرئيسي فقد يعود لكون عدم وجود دليل ماديّ واضح، لذلك من يدري؟
لكن الأمر المؤكد الذي نستطيع تأكيده هو المحاولات الفاشلة والمتكررة من محمد عبده للانتقاص من طلال وفنه أولاً ثم ترويج المعلومات المغلوطة ثانياً. فبعد أن ذكر عبده قبل سنوات أنه كان أول من أدخل الأغاني المكبلهة في تزوير واضح للتاريخ، هاهو يظهر تلفيزيونياً قبل أيام ويتفوه بعدة معلومات غريبة متناقضة مغلوطة، يقول ما ملخصه: أنه هو أول من لحّن لنفسه والجميع يعلم أن ملحنين مثل مطلق الذيابي ومحمد محسن لحنوا له أغان مثل سكبت دموع عيني وخاصمت عيني ويا سارية يم الحبيب قبل أن يبدأ عبده التلحين لنفسه وفي هذا التصريح تتضح نرجسية وتعالي محمد للأسف، ثم يكمل سرده الغريب ويقول أن أغنية وطني الحبيب لطلال مداح تتميز بكلماتها فقط، أما اللحن فهو (مركّب) أي مسروق من أغنية (غنوامعايا للسمر) لعبدالله محمد!
والجميع يعلم أن الأغنية لعمر كدرس ولا علاقة لها بعبدالله محمد، كما أن أي مستمع مبتديء يستمع لأغنية غنوا معايا للسمر ووطني الحبيب سيلاحظ الفرق الشاسع بين اللحنين، الطريف في الموضوع أن محمد عبده نفسه حين كان يتعلّم الغناء غنى اغنية غنوا معايا للسمر في تسجيل قديم ونادر يقلّد في أداء طلال مداح حتى في لثغة الراء!
* على حسابي بتويتر سأعرض قصاصة للخبر المنسوب لعبدالله محمد، كما سأعرض تسجيلاً لأغنية غنوا معايا للسمر بصوت عبده مع تسجيلات أخرى ذات صلة.