ناصر الجديع
لو افترضنا أن كل الأخطاء التحكيمية في كرة القدم هي أخطاء بشرية غير مقصودة، وأنها جزء لا يتجزأ من اللعبة كما اكتشف النصراويون مؤخراً، ولو قلنا أنه ليس ذنب النصراويين أن معظم هذه الأخطاء صبت لصالحهم ولعبت دوراً كبيراً في منحهم آخر 4 بطولات محلية كبيرة في تاريخهم، وهنا أتحدث عن دوري 1415هـ الشهير بنهائي (العمر) شفاه الله، ثم دوري الموسم الماضي (دوري دلهوم) ودوري هذا الموسم الذي جاء بصافرة أسكتلندية أكملت مافعله المجريون والبولنديون وبعض حكامنا المحليين، وكأس ولي العهد الموسم الماضي الذي جاء بجزائية (لا سلكية) اعتاد عليها النصراويون كثيراً حتى صار نجمهم وهدافهم يتفاخر بأنه (البلنتاوي)! هذه هي آخر 4 بطولات محلية كبيرة حققها النصر في آخر 20 سنة.
وكلها جاءت بأخطاء تحكيمية واضحة وظلم تحكيمي واضح وقع على الهلال، فهل لا زال النصراويون يملكون الجرأة و (قوة الوجه) ليشككوا في نزاهة بطولات الهلال مرددين إسطوانتهم الشهيرة والوحيدة عن يد النزهان وزند أبو زندة في نهائي 2002 أمام الاتحاد، ومتفاخرين بأن بطولاتهم التي لم يصل عددها إلى نصف بطولات الهلال تمتاز بأنها حرة ونقية ولم تلوثها أخطاء التحكيم؟! أم أن الأخطاء التحكيمية هي جزء من اللعبة ولا تمس نزاهة البطولات ولا نقاوتها إذا جاءت فقط لصالح النصر؟
النصراويون استطاعوا طيلة العقود الثلاثة الماضية أن يخترعوا كذبة كبيرة عن الهلال والتحكيم ليغطوا بها حالة العجز عن مجاراة الهلال في بطولاته، ولأن النصراويين تمكنوا بجدارة من تصديق الكذبة والإيمان بها كحقيقة ومسلمة فقد تمكنوا أيضا من إقناع آخرين شاركوهم العجز عن مجاراة الهلال في سباق التزود بالذهب، ولعب الإعلام اللا هلالي المسيطر دوراً كبيراً في تسليط الضوء على كل خطأ تحكيمي يصب لصالح الهلال، لإقناع الجماهير الرياضية بأن هذه الأخطاء لا تقع إلا لصالح الهلال، مع أنها كانت تقع لصالح الجميع وعلى الجميع، لكن لأن الهلال كان هو العنصر الثابت في معظم البطولات والنهائيات، والفريق الأكثر حصداً للبطولات، كان من مصلحة البقية أن يرسخوا هذه القناعة وأن يصدقوها ليواسوا بها أنفسهم، ويغطوا بها ضعفهم، ويبرروا بها عجزهم أمام جماهيرهم التي أعجبت بالكذبة فرددتها لتشوه بها صورة الهلال وجدارته بهذه البطولات.
النصراويون اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يعترفوا أن بطولاتهم ليست شريفة ولا نقية، بل خالطها ولوثها الكثير من الظلم التحكيمي والأخطاء التحكيمية الفادحة التي سهلت لهم الحصول على كثير منها، وتحديداً آخر 4 بطولات، وإما أن يعترفوا أن الأخطاء التحكيمية هي جزء من اللعبة ولا تمس نزاهة البطولات ولا نقائها، وهم إن فعلوا ملزمين بأن يقروا بنزاهة بطولات الهلال التي لطالما تفنن النصراويون في الطعن بها والتشكيك بنزاهتها طيلة العقود الثلاثة الماضية
وسواء اعترف النصراويون بالحقيقة أو تهربوا منها، فإن الجميع اليوم استيقظ ووعى وشاهد بعينه كيف يحقق النصر بطولاته، وسيكون من المضحك جداً أن نسمع أحدهم يتحدث عن أن بطولات النصر (حرة نقية)، إذ سيكون تصديقه اليوم أصعب من تحقيق النصر لبطولة حرة نقية، والأكيد أن البطولة النصراوية الحرة النقية.. صعبة قوية