ناصر الجديع – عين اليوم
بحسب الخبر الذي أوردته صحيفة (الاقتصادية) “سيكون دوري عبداللطيف جميل السعودي من بين مجموعة دوريات محترفة في قارة آسيا تحت مراقبة من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عن طريق شركات عدة من بينها (سبورت رادار) المتخصصة في متابعة نشاطات المراهنات، لمراقبة مبارياتها من التلاعب في النتائج”.
إن صدق الخبر فقد ينطبق عليه المثل الشعبي (الشبكة تعير المنخل)، أو المثل الآخر (يا ملقح النخل لقح روحك)، وإن شئتم الاستشهاد بالشعر العربي فخير ما ينطبق عليه توجه الاتحاد الآسيوي بحسب الخبر قول الشاعر: يا أيها الرجل المعلم غيره .. هلا لنفسك كان ذا التعليم .. تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى .. كيما يصح به وأنت (سقيم)!، والقصد في كل ما سبق أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم كان يجدر به أن يسعى لتطهير مسابقاته أولاً من سطوة المراهنات والتلاعب بالنتائج قبل أن يحاول أن يراقب الآخرين، فصورة نيشيمورا وكوارث هذا الياباني في نهائي دوري أبطال آسيا 2014 والتي سلب بها اللقب عياناً بياناً من الهلال وأعطي للفريق الأسترالي الهزيل لازالت تطل برأسها القبيح، ولازالت ذكرياتها المؤلمة تجرح كل من كان يبحث في تلك الليلة عن كرة نزيهة وغير مشبوهة.
إقرأ أيضا: ناصر الجديع: الحرة النقية .. صعبة قوية !!
لم تكن المسألة في تلك الليلة حكم أحمق ومضطرب وغير متقن، فهذا قد يحدث في كل ملاعب العالم، لكن القضية في آلية اختيار هذا الحكم المشبوه والمبعد من نهائيات كأس العالم الأخيرة ليدير أهم لقاء على صعيد أندية القارة، وهو ما يجعل إحسان الظن والحديث عن بشرية الأخطاء التي حدثت في نهائي القارة أمراً أقرب ما يكون للسذاجة والبلاهة، خاصة وأن الحكم كان يعيش أسوأ مواسمه التحكيمية وهناك من حكام القارة من هو أجدر منه وأحق بإدارة اللقاء، إضافة إلى أن الآسيوي كان قد أسند لقاء الذهاب للحكم الإيراني علي رضا فاجاني الذي جهز الهلال ووضعه تحت الضغط بتجاهله لضربتي جزاء!.
لست هنا لأزكي الدوري السعودي من الظاهرة الخطيرة التي تجتاح ملاعب العالم، والتي يسعى الفيفا –كما يدعي مسؤولوه- لمكافحاتها ومحاصرتها، وهي ظاهرة المراهنات والتلاعب بنتائج المباريات، خاصة أن الدوري السعودي مثل غيره يعج بالمدربين واللاعبين والحكام الأجانب الذين قد يسهل اختراقهم وشراؤهم من قبل مكاتب المراهنات، كما أن (ربعنا) في اتحاد القدم السعودي قد لا يملكون القدرة ولا الكفاءة ولا الخبرة لمجابهة هذه الظاهرة وملاحقتها، مما قد يجعل دورينا مرتعاً خصباً، وصيداً سهلاً لأصحاب تلك المكاتب التي يعج بها الجزء الشرقي من القارة الصفراء، لكني بالتأكيد ضد أن يحاول الاتحاد الآسيوي لعب دور الرقيب والأستاذ، وحارس الفضيلة، والجميع يعلم أنه ومسابقاته أقرب للنجار وبابه المخلوع، والطبيب الذي يداوي الناس وهو عليل.